الكلام على تضعيف حديث أبي ذر في صفة الكرسي
ذكر ابن أبي شيبة حديث أبي ذر رضي الله عنه -وهو حديث ضعيف نذكره للفائدة- قال: {دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، فجلست إليه فقلت: يا رسول الله! أيما آية أنزلت عليك أفضل؟ -يعني: ما هي أفضل آية أنزلت عليك؟- قال: آية الكرسي، ثم قال: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة} ولعل الشيخ الألباني صححه باعتبار الطرق الأخرى.
"حدثنا أبي عن جرير بن عبد الحميد عن ليث عن مجاهد قال: [[ما السماوات والأرض إلا كحلقة ملقاة بالفلاة، وما أخذت من الكرسي إلا كما أخذت تلك الحلقة من الأرض]] "، وهذا موقوف على مجاهد ولعل الشيخ الألباني صححه بمجموع الطرق.
ثم الحديث الآخر: حديث أبي موسى قال: [[الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل]] وقد سبق أن ذكرنا قول الإمام الذهبي أنه لا يصح في الأطيط حديث مرفوع.
ثم ذكر بسند آخر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ))[البقرة:255] قال: [[الكرسي موضع القدمين، ولا يقدر أحد قدره ]] أي: لا يستطيع أحد أن يقدره حق قدره من عظمته ومن سعته، وإسناد هذا الأثر عن ابن عباس حسن.